لماذا جاء التّطبيع الخليجي مع “إسرائيل” ساخِنًا بينما نظيره المِصري والأردني “بارِدًا”؟ وكيف نجح كوشنر حيثُ فَشِل كسينجر؟

السّؤال المطروح بقوّةٍ حاليًّا في الكثير من البرامج الحواريّة في محطّات تلفزة إسرائيليّة وفي الصّحف وعلى وسائل التّواصل الاجتماعي هو عن الأسباب التي تجعل “السّلام” الإسرائيلي مع دول الخليج المُطبّعة في ذروة السّخونة، بينما نظيره المِصري ما زال باردًا، بل “جليديًّا” رُغم مُرور أكثر من أربعين عامًا على توقيعه؟ ويضرب هؤلاء الطّارحون له العديد من الأمثلة التي تُؤكِّد شرعيّة سُؤالهم، وآخِرهم المُستشرقة سمدار بيري، مِثل فشل رجال الأعمال الإسرائيليين في تسويق التّكنولوجيا المُتقدّمة في الأسواق المِصريّة، والاعتِداء الوحشي وإجراءات “النّبذ” والإذلال التي تعرّض لها المطرب المِصري محمد رمضان بعد نشر صور له يُعانِق نظيره الإسرائيلي عومير آدم في دبي.
لماذا عادت الصّواريخ لضرب الرياض في الأيّام الأولى من استِلام بايدن الحُكم؟ وهل انطلقت من الدّاخل السّعودي أمْ من الحُدود العِراقيّة بعد إعلان الحركة الحوثيّة البراءة منها؟ وكيف نَنْظُر لإعلان جماعة “مجهولة” المسؤوليّة عنها ودلالاته؟

مع خُروج إدارة ترامب من السّلطة مهزومةً ومُدانةً أمريكيًّا وعالميًّا، ومجيء إدارة الدّيمقراطيين بقِيادة جو بادين، بدأت انعِكاسات هذا التّغيير الأوّليّة تَنعَكِس بشَكلٍ جليٍّ على منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا للتّوتّر، وفي هذا الإطار يُمكن النّظر إلى الهُجوم الصّاروخي الذي استهدف العاصمة السعوديّة الرياض ليل السبت الماضي وأثار قلقًا في مُعظم العواصم الغربيّة والعربيّة معًا، ولهذا سارعت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة إلى إدانته و”تقديم كُل مُساعدة للسعوديّة في التّصدّي للهجمات على أراضيها ومُحاسبة من يُحاول تقويض استِقرارها”.
هل ستتَحقّق وعود ترامب الجديدة في العودةِ إلى السّلطة مثلما وعَد ناخبيه.. وكيف؟ ولماذا نعتقد أنّ عُضويّة الكنيست هي النّهاية الأكثر ترجيحًا لصِهره كوشنر؟ وماذا عن مُستقبل زوجته إيفانكا السّياسي وأين؟

لا نَعتقِد أنّ الرئيس الأمريكي “السابق” دونالد ترامب يستمتع كثيرًا بعُزلته الإجباريّة في مُنتجعه الخاص في ولاية فلوريدا، والشّيء نفسه ينطبق على مُمارسته للعبة الغولف المُفضّلة لديه، فمِنَ المُؤكّد أنّ هاتفه “لا يرن” كثيرًا هذه الأيّام باستِثناء من قبل المُحامين الذين يعكفون على مُراجعة مِلفّات 60 قضيّة مرفوعة ضدّه في المحاكم الأمريكيّة، فقد انفَضّ الجميع من حوله، بِما في ذلك من ادّعوا الولاء له من أفراد طاقمه، وحتى بعض أفراد أسرته، أمّا وسائل التّواصل الاجتماعي التي أدمن التّغريد على صفحاتها، فيَلُفّها الصّمت حاليًّا، بعد أن تبرّأت منه، واعتبرته عِبْئًا لا تُريد تَحَمُّل تَبِعاته وأغلقت جميع حِساباتِه.
استِئنافٌ مُفاجِئٌ للعُلاقات المِصريّة القطريّة وقبل السعوديّة والإماراتيّة.. ماذا يجري بالضّبط؟ وما هي “كلمة السّر”.. “الجزيرة” وأخواتها؟ وكيف سيكون “المُقابل”؟ وهل هي “مُصالحة” دائمة أم تحت التّجربة؟ وعلى حِسابِ مَنْ؟

لا نَعرِف ما إذا كان اختيار يوم أمس الأربعاء موعد تنصيب الرئيس الأمريكيّ الجديد جو بايدن في البيت الأبيض لاستِئناف العُلاقات الدبلوماسيّة المِصريّة القطريّة بعد قطيعة استمرّت ثلاث سنوات كان مَحضُ الصّدفة أم أنّه مقصود، وأيًّا كانَ الحال، فإنّ هذه الخطوة التي تنطوي على دَرجةٍ كبيرةٍ من الأهميّة، تَعكِس مرحلةً جديدةً من التّغيير في العُلاقات البينيّة العربيّة تُؤشّر إلى وصول الأطراف المُتصارعة إلى حالةٍ من التّعب والإرهاق من نتائج القطيعة لما يترتّب عليها من آثارٍ سلبيّةٍ على الجميع دُون استِثناء.
هل سيُلبّي العاهل المغربي دعوة نِتنياهو لزيارة تل أبيب؟ وما صحّة فرضه شُروطًا لإتمام هذه الزّيارة؟ وكيف نُفَنِّد “أسطوانة” وجود مِليون يهودي مغربي في فِلسطين المُحتلّة لتبرير التّطبيع؟

تتسارع خطوات التّطبيع بين المغرب ودولة الاحتِلال الإسرائيلي بعد توقيع “اتّفاق سلام” في الرّباط قبل بضعة أسابيع برعاية جاريد كوشنر صِهر الرئيس الأمريكي ومُستشاره الخاص، فبعد الاتّفاق على فتح خُطوط جويّة بين البلدين، وقّعت مؤسّسة مغربيّة مع الحُكومة الأمريكيّة اتّفاقًا لمُكافحة أنشطة مُعاداة الساميّة، وتجريم الحركة الصهيونيّة، وأيّ خطوات لنزع الشرعيّة عن “دولة إسرائيل”.
بنيامين نِتنياهو الذي “هندس” اتّفاقات التّطبيع بين “دولته” ودول عربيّة عديدة، بدَعمٍ أمريكيّ، يعمل على استِغلال فترة وجوده في الحُكومة لتسريع التّرجمة العمليّة على الأرض لهذه الاتّفاقات خاصّةً مع المغرب، ولهذا سارع بتوجيه دعوة رسميّة إلى العاهل الغربي الملك محمد السادس لزيارة تل أبيب، لتوظيفها في حال إتمامها في كسب مِليون ناخِب يهودي للفوز في الانتِخابات البرلمانيّة التي ستجري في آذار (مارس) المُقبِل.
لماذا كُل هذه الضجّة الأوروبيّة الإسرائيليّة بسبب إنتاج إيران معدن اليورانيوم؟ هل باتت على بُعدِ أشهُرٍ من إنتاج رؤوس نوويّة فِعلًا؟ ما هي الرّسالة التي أرادت توجيهها من خِلال مُناورتها العسكريّة الأخيرة وصواريخها بعيدة المدى؟

بعد إبلاغ السّلطات الإيرانيّة الوكالة الدوليّة للطّاقة النوويّة أنّها بصدد إقامة مصنع لإنتاج معدن اليورانيوم، واعتِراف مسؤولين في إدارة جو بايدن الجديدة بإجراء اتّصالات سريّة وهادئة مع نُظرائهم الإيرانيين، تتعاظم التّهديدات والضّغوط الأوروبيّة بتَحريضٍ إسرائيليٍّ لوقف هذه الخطوة الإيرانيّة لوقف إنتاج معدن اليورانيوم لأنّها تتنافى مع شرط الالتِزام ببُنود الاتّفاق النووي، ويُمكن أن تُؤدِّي إلى إنتاج قنابل نوويّة.
الرّد الإيراني برفض هذه الضّغوط والمطالب، خاصّةً من الدّول الثّلاث: بريطانيا وفرنسا وألمانيا، جاء سريعًا، مع التّأكيد في الوقت نفسه أنّ إنتاج معدن اليورانيوم لا يتناقض مع هذا الاتّفاق لأنّه جاء لأغراضٍ سلميّةٍ صِرفَة.
لماذا أطلق بومبيو “أُكذوبة” الدّعم الإيراني لتنظيم “القاعدة” في الأيّام الخمس الأخيرة من رحيل إدارته؟ التّمهيد لضرب طِهران؟ إليكُم تفنيد شاهِد عيان التقى قائد التّنظيم ومُؤسّسه لهذه الرّواية “المُفبرَكة”

إذا كان مُصطَلح “الأخبار الكاذبة” أو “fake news” الذي “نحته”، ورَوّج له، الرئيس الأمريكي المهزوم دونالد ترامب ينطبق على أحد، فإنّ مايك بومبيو، وزير خارجيّته، يحتل القائمة في هذا المِضمار دون مُنازع.
بومبيو الذي يُعتَبر مِثل سيّده ترامب الصّديق الأبرز لـ”إسرائيل”، ومن أبرز المُحَرِّضين على ضرب إيران وسورية، خرج علينا قبل يومين، وأقل من عشرة أيّام من خُروجه وحُكومته ورئيسه من السّلطة، بتصريحاتٍ مُفاجئة، وتفتقر إلى المِصداقيّة قال فيها “إنّ إيران هي أفغانستان الجديدة بالنّسبة إلى مُقاتلي تنظيم القاعدة”، وادّعى “أنّ وثائق جرى العُثور عليها في منزل أسامة بن لادن زعيم التّنظيم بعد اقتِحامه في “أبوت أباد” الباكستانيّة تُؤكِّد وجود اتّصالات كانت قائمةً بين تنظيم القاعدة وإيران مُنذ عُقود”.
هل جاء تكثيف الغارات الإسرائيليّة على البوكمال ودير الزور لاستِفزاز إيران وجرّها إلى الرّد لتوفير الذّرائع لإشعال الحرب الكُبرى؟ وأين منظومات صواريخ “إس 300″؟ وحتّى متَى تستمر سياسة ضبط النّفس السوريّة الإيرانيّة؟

يبدو واضحًا أنّ الغارات التي شنّتها طائرات إسرائيليّة على مواقع ومخازن تابعة لفصائل مُوالية لإيران فجر اليوم الأربعاء في شمال دير الزور ومنطقة البوكمال قُرب الحُدود العِراقيّة، وأسفرت عن سُقوط 60 شهيدًا كانت أحدث المُحاولات لاستِفزاز إيران ودفعها إلى الرّد لتبرير هُجوم أمريكي تُخَطِّط له إدارة ترامب في أيّامها القليلة المُتبقّية في السّلطة لخلط الأوراق وعرقلة انتِقال السّلطة إلى الرئيس المُنتَخب جو بايدن.
بيان رسمي للجيش السوري بثّته وكالة أنباء “سانا” الرسميّة أكّد، ومن المرّات النّادرة، أنّ هذه الغارات استهدفت مواقع لفصائل مدعومة من إيران قُرب الحُدود العِراقيّة، الأمر الذي يعني مُحاولة جرّ هذه الفصائل، وإيران أيضًا، إلى الإقدام على ردٍّ انتقاميّ بإطلاق صواريخ تُصيب العُمق الإسرائيلي، وبِما يُؤدِّي إلى إشعال فتيل حرب إقليميّة في المِنطقة تكون “إسرائيل” رأس الحربة فيها.
ما هي الدّروس المُستفادة من الكشف عن فضيحة أويحيى وسبائك الذهب الخليجيّة التي باعها في السّوق السّوداء مُقابل انتِهاك كرامة الجزائر والتّفريط بثرواتها؟ وماذا لو لم ينتفض الشّعب الجزائري في حِراكه الحضاري النّموذجي؟

نعترف أنّنا في هذه الصّحيفة “رأي اليوم” تعاطفنا مع أحمد أويحيى، رئيس الوزراء الجزائري الأسبق، وتألّمنا عندما ظهر مُكبّل اليدين بالأغلال مُحاطًا برِجال فرقة التدخّل السّريع الخاصّة التّابعة لجِهاز الدرك بعد سماح القاضي له بالمُشاركة في تشييع جنازة شقيقه ودفنه في مقبرة “فاريدي” بالعاصمة في حزيران (يونيو) الماضي، فقد كان المنظر مُؤلِمًا ومُهينًا لرجل تولّى رئاسة وزراء بلاده خمس مرّات، علاوةً على مناصبٍ أُخرى مِثل تولّيه وزارة “العدل” ورئاسة مكتب الرئيس بوتفليقة، وتزعّمه لرئاسة الحزب الوطني الديمقراطي لأكثر من عشرين عامًا، وهو الذي يُعتَبر حزب السّلطة الثّاني.
هل نقل سعد الحريري البُندقيّة من الكتف السعودي إلى الكتف التركي بزيارته المُفاجئة لإسطنبول واجتماعه المُغلَق مع أردوغان؟ وما هي الأسباب الستّة التي دفعته للإقدام على هذه “المُقامَرة” المحفوفة بالمخاطر؟ وكيف نُقيّم احتِمالات الرّبح والخسارة؟
