محمد فؤاد زيد الكيلاني: اختلاف جوهري في الحروب القادمة
محمد فؤاد زيد الكيلاني
ما شهده العالم هذه الفترة من اضطرابات سياسية وعسكرية، يعكس اختلافات جوهرية في الحروب، فالحروب الآن انقسمت إلى قسمين رئيسيين حرب بيولوجية وحرب سيبرانية، هذا الوضع الجديد جعل معظم دول العالم تغير إستراتيجيتها في الحروب، من حيث التجهيز والإعداد أو التكتيك وغيره.
والهجوم السيبراني الأخير على الولايات المتحدة الأمريكية جعلها تهتز من الداخلي بعد عمليات الاختراق الأخيرة لمواقع حساسة في الولايات المتحدة الأميركية، وبدأت كالعادة ترمي بأخطائها على دولة أخرى مثل روسيا أو إيران وغيرها، وتقوم باتهامهما بهذا الاختراق الذي لا يعتبر الأول على العالم بل حصل اختراقات سابقة لبعض الدول، لكن هذا الاختراق الأكبر كما جاء في وسائل الأعلام العالمية والأمريكية.
هذه الإستراتيجية الجديدة في الحروب لا تقل أهمية عن الحروب التي تتوعد بها دول مثل إيران أو المقاومة من امتلاكها صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، وفي نفس الوقت هذه الصواريخ دقيقة ومجربة، فعندما تهدد دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية دولة أخرى تكون على قناعة تامة بأنه لا يوجد رد من قبل هذه الدولة، وتقوم بتطبيق هذه الإستراتيجية الحربية على باقي دول العالم، لكن في العقد الماضي تحديداً اختلفت تلك النظرية تماما، فتكافؤ القوى بين الدول أصبح بمستوى واحد، لا يهم التفوق في العديد أو العِداد، بل بالتكنولوجيا التي تمتلكها تلك الدولة، سواءً كانت قوة صاروخية أو نووية أو سيبرانية، فالبعد الجغرافي لا أهمية له بوجود صواريخ بعيدة المدى، ويد تطال مواقع الكترونية حساسة ومهمة من خلال اختراقها بالطريقة التي حصلت مؤخراً في أمريكا.
في حال اندلعت أي حرب هذه الفترة (والعالم ينتظر من ترامب قبيل تسليم السلطة بعمل عسكري ما على دولة ما) لكي يرد اعتباره أمام ناخبيه، بعد الفشل الذي حصده خلال فترة حكمة التي استمرت لأربع سنوات، وشابها الكثير من الهزائم سواء في الداخل أو في الخارج، من ضربة عين الأسد في العراق من قبل إيران، أو عندما زار العراق سراً، أو الاضطرابات الداخلية والتفرقة العنصرية التي ظهرت إلى السطح هذه الفترة بشكل لم يسبق له مثيل داخل الولايات المتحدة الأمريكية .
استراتيجيات الدولة في الحروب اختلفت عما كانت عليه في السابق، فهناك دول كبيرة ومهمة ودول من عالم ثالث ومقاومة باتت إستراتيجيتها في الحروب تعتمد على المسيرات، فالطائرة المسيرة تغني تماماً عن أي عملية انتحارية أو إطلاق صواريخ أو مواجهة جيش مقابل جيش، فهذه الطائرات رخيصة الثمن وذو مفعولاً قوياً وخطيراً، وهناك من قام بتجريبها وحققت نجاحاً باهراً، ونظراً لصغر حجمها ورخص سعرها ومفعولها القوية الكل يستطيع أن يمتلكها بكل سهولة ويسر.
في حال اندلعت أي حرب هذه الفترة أو في السنوات القادمة تكون إستراتيجية الحروب تعتمد على حرب سيبرانية أو صواريخ دقيقة أو طائرات مسيرة، وهذا ما جعل دول عظمى تغير في طريقتها في الحروب وإعادة هيكلة عساكرها بطريقة تناسب هذه الحروب في حال حصلت.
كاتب اردني
الاعلانات
1 تعليق
ان اليد التي تحمل السلاح هي أساس النصر او الهزيمة في كل الحروب ..وانا سمعت أحدهم يقول في معرض تفاخره بطياريه ؛ المهم ان تقاتل بهذه الطائرة وليس فقط ان تطير بها ؟!
شروط التعليق:
التزام زوار "راي اليوم" بلياقات التفاعل مع المواد المنشورة ومواضيعها المطروحة، وعدم تناول الشخصيات والمقامات الدينية والدنيوية والكتّاب، بكلام جارح ونابِ ومشين، وعدم المساس بالشعوب والأعراق والإثنيات والأوطان بالسوء، وعلى ان يكون التعليق مختصرا بقدر الامكان.
لماذا سيُغادِر ترامب البيت الأبيض مُطَأطَأ الرّأس من الأبواب الخلفيّة؟ وما هي مَهمّة “التّنظيف” الأكبر التي تنتظر خلَفَهُ بايدن داخليًّا وخارجيًّا؟ وهل ستكون الضّربة القاضية من نصيب المرأة الفُولاذيّة بيلوسي أم المحاكم الجنائيّة التي تنتظره؟
لماذا كُل هذه الضجّة الأوروبيّة الإسرائيليّة بسبب إنتاج إيران معدن اليورانيوم؟ هل باتت على بُعدِ أشهُرٍ من إنتاج رؤوس نوويّة فِعلًا؟ ما هي الرّسالة التي أرادت توجيهها من خِلال مُناورتها العسكريّة الأخيرة وصواريخها بعيدة المدى؟
لماذا ضمّ ترامب إسرائيل للقيادة المركزيّة العسكريّة في الشّرق الأوسط قبل خمسة أيّام من مُغادرته الحُكم؟ وما هو السّيناريو الأحدث لضرب إيران؟ قُرب إنتاجها لأسلحة نوويّة حسب التّسريبات المُتزايِدَة؟ ولماذا لا نَستَبعِد اغتِيال ترامب أو بايدن؟ وكيف وسّع نِتنياهو تهديداته وأضاف عدم السّماح لطِهران بالسّيطرة على بغداد والنّجف وكربلاء؟
بيزنس إنسايدر: ترامب لن يترك “الحقيبة النووية” لبايدن
صحف كويتية: 83 ألف وافد غادروا الكويت خلال 3 أشهر
النهار اللبنانية: الخطّ الجوّي المُرتقب بين المغرب وإسرائيل يثير حماسة المغاربة اليهود… “حقائب السفر جاهزة منذ الآن”.. ومناهضو التطبيع يحذرون من جريمة “اقتلاع”
ناشونال انترست: تعيين فيكتوريا نولاند نائبة لوزير الخارجية الأمريكي إشارة لروسيا
الأوبزرفر: كيف يقضي دونالد ترامب أيامه بدون تويتر؟
ان اليد التي تحمل السلاح هي أساس النصر او الهزيمة في كل الحروب ..وانا سمعت أحدهم يقول في معرض تفاخره بطياريه ؛ المهم ان تقاتل بهذه الطائرة وليس فقط ان تطير بها ؟!