رقية العلمي
يعتبر الواتس أب من الشبكات الأكثر شهرة على الهواتف الذكية ذات قيمة إيجابية، يبدأ النهار برسائل نصية محتواها ألفة تشيع البهجة الفرح؛ لكن هناك وجه آخر سلبي إِنحَرَفَ عن الفكرة الأساسية، فاستُحدثت أساليب جديدة تتماشى وعصر الأجهزة الذكية على سبيل المثال: سيمارس بعض الأزواج العنف اللفظي في رسائل نصية تُرسل على واتس آب الزوجة. وهذا أمر لا يمكن التغاضي عنه مستوجب النقاش ؛ وإن كانت هنا الآراء التخصيصة من الأردن لكن من الأهمية بمكان التذكير بإن التهديد اللفظي المكتوب هو أحد أكبر أشكال العنف ضد المرأة محاربة نفسية يُمارس في كل أنحاء العالم.
مقدمة:
لما تقدمت الزوجة بطلب الطلاق رفض الزوج تطليقها فطلب محامي الزوجة إذناً من المحكمة واستخرج من شركة الإتصالات جميع الرسائل النصية التهديدية المرسلة من زوجها على جوالها: عندما كان يكتب الزوج هذه النصوص لم يدري بإنها موثقة، وإنها ستصبح إثبات إدانة، فأنقلب السحر على الساحر، ولما رأت المحكمة نصوص عنف وتهديد كسبت الزوجة قضية التفريق.
العنف اللفظي/ النصي ضد المرأة:
حسب المحامية والناشطة الحقوقية سلام الشمايلة من الأردن، فإن العنف اللفظي هو أكثر أشكال العنف شيوعاً ضد المرأة ويشمل جميع الوسائل التي تهدف للحط من قيمتها بإشعارها بإنها سيئة أو شتمها ونعتها بألفاظ بذيئة وتسميتها باسماء من شأنها التحقير والسخرية منها والتقليل من احترامها ومعايرتها بصفة فيها أو بأهلها. أو استخدام لغة التهديد لإرغامها على أمر ما. بضمنه الذم والقدح. أما التحقير فيوجه وجهاً لوجه بالكلام أو الحركات أو بكتابة أو رسم لم يجعلا علنيين أو بمخابرة برقية أو هاتفية أو بمعاملة غليظة. أو عن طريق استخدام الشبكة العنكبوتية أو وسائل تقنية المعلومات والمتعلقة بالذم والقدح والتهديد والابتزاز.
أما لجهة التحرش عبر الرسائل النصية هل هو سبب سيدفع الزوجة لطلب الطلاق
أضافت الشمايلة التي تقوم على إدارة مظلة حقوقية تُعنى بالتدريب والتنمية المجتمعية للقادة الشباب: ” بالتأكيد… فإن عدد من السيدات تقدمن لمكتبنا للإستشارة والشكوى حول الممارسات الموجهة ضدهن لكن غالباً ما تكون هذه الممارسات مقترنة بتعنيف جسدي و بإبتزاز مادي وغالباً ولأسباب عائلية فأن هذه المشاكل تنتهي بالمصالحة بين الزوجين..”
” غالباً لا تلجأ الزوجة لطلب الطلاق في حالة التعنيف اللفظي أو التهديد إلا إذا أقترن بعنف جسدي وإبتزاز مادي ومعنوي وغالباً ما تتم المصالحة بهذا النوع من الدعاوي لحساسيته ومساسه بالاستقرار الأسري. لكن إن استطاع المحامي إثبات وقائع الدعوى وصدق إداعاءات الزوجة يقبل المحامي التوكل في الدعوى والدفاع فيها.”
وفي حال قبول الدعوى الجزائية فأنه فأنه قد يتم اعفاء الزوج من العقوبة اذا كانت للمرة الأولى وبشرط إزالة الضرر اللاحق بالزوجة أو تخفيض العقوبة.
أما في دعوى التفريق في المحكمة الشرعية فأن العنف اللفظي والتهديد يُعد أحد أسباب التفريق ويأخذ القاضي به بعد التأكد بطريق الإثبات المختلفة من وقائع وعناصر الشكوى، ومنها مصادقة الزوج أو شهادة الشهود على وقائع الدعوى أو التحكيم المُعين من قبل المحكمة أو باليمين وذلك بعد محاولة المحكمة بذل الجهد اللازم للإصلاح.
الطلاق الألكتروني:
حول تهديد الزوجة واهانتها من خلال هاتفها الخلوي كنوع يستعمله الزوج للتحرش بها أو تأنيبها. هل يحق للزوج تهديد زوجته عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ وهل يقع الطلاق فعلاً الكتابة للزوجة عبارة “أنتِ طالق” عبر الواتس آب وما العمل في حال تراجع الزوج وأعتذر عن نص الطلاق.
حول ذلك قال سماحة الشيخ حسان أبو عرقوب الناطق الإعلامي في دائرة الآفتاء العام في الأردن:
استعمال أحد الزوجين لغة التهديد بالقتل أو الإيذاء أو نشر الأسرار أو الحرمان من النفقة أو الحرمان من رؤية الأولاد أمر لا يثمر إلا مزيدا من الفرقة والشقاق والنزاع بين الزوجين، وقد أمرنا ديننا بالإحسان فقال الله تعالى”
{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وقد كان منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفق واللين، قال الله تعالى
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
فعلى كل واحد من الزوجين استعمال لغة المودة والرحمة والحب والود كي يتم التقارب وحل المشكلات بأسلوب حضاري محترم.
وعلى الزوج البعد عن الطلاق وألفاظه كتابة أو تلفّظا ما أمكن، وألا يتساهل في ذلك ولا يمزح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” ثَلَاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ، وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ: النِّكَاحُ، وَالطَّلَاقُ، وَالرَّجْعَةُ “. ومن صدر منه شيء من ألفاظ الطلاق فعليه مراجعة دائرة الإفتاء العام.
تصويت
في استطلاع وجه للأزواج طلبت منهم الشفافية عند التصويت، كون الإسئلة لغرض بحثي:
هل تستعمل أسلوب توجيه توبيخ / كتابة الألفاظ النابية والابتزاز أو/ و التهديد عبر الرسائل النصية للزوجة من جهازك الخلوي؟
شارك في التصويت فقط 25 من بين 923 متابع على حسابي (التويتر) والنتيجة:
-
7 قالوا لا أستعمل هذا الأسلوب كونه شكل من أشكال العنف غير المباشر ضد المرأة.
-
بينما أقر شخص واحد لجهة نعم أستعمل هذا الأسلوب.
-
17 لم يخطر ببالهم هذا الأسلوب.
التزام زوار "راي اليوم" بلياقات التفاعل مع المواد المنشورة ومواضيعها المطروحة، وعدم تناول الشخصيات والمقامات الدينية والدنيوية والكتّاب، بكلام جارح ونابِ ومشين، وعدم المساس بالشعوب والأعراق والإثنيات والأوطان بالسوء، وعلى ان يكون التعليق مختصرا بقدر الامكان.