6th June 2019 21:00 (2 comments)
2 تعليقات
التزام زوار "راي اليوم" بلياقات التفاعل مع المواد المنشورة ومواضيعها المطروحة، وعدم تناول الشخصيات والمقامات الدينية والدنيوية والكتّاب، بكلام جارح ونابِ ومشين، وعدم المساس بالشعوب والأعراق والإثنيات والأوطان بالسوء، وعلى ان يكون التعليق مختصرا بقدر الامكان.
لم يرفض، وليس له ذلك، وإنما هي ظروف سياسية داخلية وأخرى خارجية تحتم بقاءه لمصلحة استقرار البلاد وتفادي مطبات التأويلات الجاهزة والمغرضة.
إن أول من يعلم بأن لا حول له ولا قوة هو بن صالح نفسه. ما الذي يمكلكه هذا الرجل من منصبه الآن؟ وسوف يرحل بعد أشهر قليلة، فأنى له التصرف كما يشاء؟
مشكلتنا اليوم في أحزاب فارغة و”نخب” – سميت كذلك ظلما وعدوانا – متقاعسة تلقي بالمسؤوليان لبعضها البعض وتتبادل التهم وتنتظر من يعمل لها العمل كله ثم يهديه إليها على أنه من إنجازاتها “التاريخية”.
خبثاء الطوية، يركبون الأحداث بعد التأكد من سلامة ركوبه، لكن بعد فراغه من محتواه.
من جهة أخرى شعب بثّوا في روعه بأن معنى عبارة “السلطة له” أن من صلاحياته الاشراف على كل شيء، والاطلاع على كل جليلة وحقيرة. بثوا في روعه أن الحل في عدم التسليم في أيّ رأي أو طلب صدر منه لأنّ ذلك معناه التراجع الذي يمنح أصحاب الثورة المضادة الفرصة الكبرى للإلتفاف على مطالبه وإجهاض حراكه. لقد حوّلوا في رأسه أنّ العناد والتصلّب في المواقف هي من الأدوات الناجعة المحصّنة لما خرج لأجل تحقيقه. صوّروا له بأن جميع النظان القديم ” أعداء “، وكأنّ الرئيس بوتفليقة كان يحقن كلّ من يدخل في حكومته بمادّة خاصة يتحوّل بمفعولها إلى نسخة طبق الأصل ممن سبقوه.
نحن نعيش أزمة وعي قبل أي أزمة أخرى. لقد هتكت هذه الأحداث أسوأ ما استتر، لا فرق بين الضحية والجلاد، بل إن ما بالضحية من أدواء وانهيارات سهّل لتأزيم أوخم وتحوّل أمر الجزائر اليوم مع من يحبها ويخلص إليها إلى من يعين عليها بفتح باب القلعة من داخل القلعة.
من حسن الحظ أن الجيش هو القيمة الوحيدة الثابتة الباقية، لكن الجيش لن يبقى على الدوام يرابط في هذا الثغر، لأنه ليس من دوائر نشاطه الطبيعي. هو فقط يرافق ويضمن ويتحمّل ما ينجر عن ذلك من احتمالات.
وصدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: كما تكونون يُولّى عليكم.
للاسف هناك اختراق صهيوني فرنسي اميركي بين نشطاء الثورة الجزائرية لغايات تقسيم هذا الحمى العربي الاصيل حذاري من هذه اللعبة المكشوفة